القنوت في الوتر هل الأفضل أن يكون قبل الركوع أو بعد الرفع من الركوع؟
الجواب:
أولا: لم يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم في القنوت في الوتر أي حديث، نص على ذلك جماعة من الأئمة.
والثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم في الصحيحين عن جماعة من الصحابة رضي الله عنهم في قنوت النازلة أنه كان يفعله بعد الركوع.
وجاء في صحيح مسلم من طريق عاصم الأحول عن أنس “أن النبي صلى الله عليه وسلم قنت قبل الركوع”.
وهو عند أهل العلم محمول على أمرين:
منهم من ضعف هذا اللفظ لأن الأحاديث عن جماعة من الصحابة فيها القنوت بعد الركوع، وكذلك أكثر الرواة عن أنس رضي الله عنه يروونه بلفظ: بعد الركوع، وهذا اللفظ انفرد به عاصم بن سليمان الأحول، وهو وإن كان ثقة إلا أنه خالفه كثير من الثقات فرووه بعد الركوع.
الأمر الثاني: أجاب به ابن القيم رحمه الله في زاد المعاد: أن المراد بالقنوت الذي يكون قبل الركوع هو القراءة – قراءة القرآن – كما في قول النبي صلى الله عليه وسلم “أفضلُ الصلاةِ طولُ القنوت” يعني طول القيام والقراءة.
قال ابن القيم رحمه الله:
“فكل ما جاء في الأحاديث أن النبي صلى الله عليه وسلم قنت قبل الركوع فالمراد به القراءة، وجاء في هذا آثار أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يطيل القنوت قبل الركوع في صلاة الفجر أي القراءة.
وعلى هذا فالأفضل في القنوت أن يكون بعد الركوع لأنه هو الثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم، ومن قنت قبل الركوع أحيانا فلا بأس لأن ذلك قد صح عن بعض الصحابة رضي الله عنهم منهم عمر بن الخطاب وعبد الله بن مسعود وغيرهم، والله أعلم.
أجاب عنه فضيلة الشيخ : أبو عبد الرحمن رشاد الضالعي حفظه الله.