• ما حكم حلق اللحية؟

    :العنوان
  • فتاوى اللباس والزينة

    :التصنيف
  • 1444-11-23

    :تاريخ النشر
  • 101

    :عدد الزيارات

ما حكم حلق اللحية؟

ما حكم حلق اللحية؟

الجواب:

حلق اللحية حرام، وقد وردت الأدلة الصريحة في ذلك؛ فإنه تشبه بالكفار، تشبه بالمشركين، وبالمجوس، واليهود، والنصارى، كما جاء في الأحاديث؛ حديث ابن عمر رضي الله عنهما في الصحيحين قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «خالفوا المشركين أحفوا الشوارب، وأوفوا اللحى». وحديث أبي هريرة رضي الله عنه في صحيح مسلم قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «جزوا الشوارب، وأرخوا اللحى خالفوا المجوس». وحديث أبي أمامة رضي الله عنه عند الإمام أحمد بسند صحيح قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: «قصوا سبالكم (أي شواربكم) ووفروا عثانينكم (اي لحاكم) وخالفوا أهل الكتاب».
فبهذه الروايات يتبين أن حلق اللحية من فعل المشركين والمجوس وأهل الكتاب اليهود والنصارى، وقد أمرنا النبي صلى الله عليه وسلم أن نخالفهم، وأخبرنا أن من تشبه بقوم فهو منهم.

هذا الأمر وهو حلق اللحية في أوساط المسلمين هو مما خلّفه الاستعمار في بلدان المسلمين، وإلا هذا شيء ما كان معروفا عند المسلمين أن الرجل يحلق لحيته هذا شيء ما يعرف عند المسلمين إنما كانوا يرون المشركين كذلك يرون اليهود والنصارى والمجوس، فذكروا ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فأما المسلمون فمن زمن النبي صلى الله عليه وسلم إلى أزمنة قريبة لم يكونوا يعرفون حلق اللحية، فلما جاء الكفار واستولوا على بلاد المسلمين، تأثر المسلمون بهم في هيئاتهم ومنها هذه الهيئة حلق اللحية.

أيضا حلق اللحية تشبه بالنساء وقد أخرج البخاري عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: «لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم المتشبهين من الرجال بالنساء، والمتشبهات من النساء بالرجال». أرأيتم لو أن امرأة قامت وأخذت شعرا صناعيا كهيئة اللحية وركّبته في وجهها، يقال هذه المرأة متشبهة بالرجال أو لا؟
واضح أنها متشبهة بالرجال، إذاً فالذي يُزيل هذه اللحية تشبه بالنساء لإن الله تعالى خلق الرجل بلحية وخلق المرأة بدون لحية فإذا حلق الإنسان لحيته تشبه بالنساء وصار متوعدا باللعن، ونستطيع أن نقول من هذه الأدلة: أن حلق اللحية من الكبائر لا سيما الإصرار عليها.

بل الأمر كما قال الإمام الألباني رحمه الله في بعض فتاواه: “حالق اللحية في شرع الله لا تقبل شهادته لإن الله تعالى شرط في الشاهد أن يكون عدلا، وحلق اللحية فسق خارم للعدالة”. فحالق اللحية إذا شهد على شيء لا تقبل شهادته في الشرع، وإن كان الناس الآن يجيزون شهادة حالق اللحية.

فإذن حلق اللحية مصيبة من المصائب التي أصيب بها المسلمون، قلدوا فيها الكافرين، وبعضهم يتخذ ذلك زينة!؟ يتزين بحلق لحيته يوم الجمعة لا يأتي يصلي إلا وقد حلقها! كذلك يوم العيد لا يخرج يوم العيد إلا وقد حلقها!؟ إذا كان في مناسبة أو دعوة لا يحضر إلا وقد حلقها، ويكون بهذا قد لبى دعوة الشيطان أو حقق رغبة الشيطان التي توعد بها بني آدم بقوله: ﴿… وَلَآمُرَنَّهُم فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلقَ اللَّهِ…﴾ فهذا غيّر خلق الله، الله خلق له لحية وهو يغيرها!
والنبي عليه الصلاة والسلام لعن التي تغير خلق الله للحسن أي لأجل زيادة الحسن لعن الله الواشمات والمستوشمات والنامصات والمتنمصات إلى أن قال في الحديث والمتفلجات للحسن المغيرات خلق الله”. فهذا الذي يحلق لحيته مغير لخلق الله يطلب بذلك الحسن والجمال وهذا سبب اللعن: “لعن الله المتفلجات للحسن المغيرات خلق الله”. المتفلجات التي تفرق بين أسنانها بوشرها تكون أسنانها متلاصقة فتعمل وشرا لهذه الأسنان حتى تفرقها وتغير خلقتها طلبا لزيادة الحسن!؟ فإذن حالق اللحية الذي يحلق لحيته طلبا لزيادة الحسن والتجمل؛ كما يفعله كثير من المسلمين هذا مغير لخلق الله، متوعد باللعن والعياذ بالله، فحلق اللحية كبيرة من كبائر الذنوب لا سيما مع الاصرار عليها والمداومة على ذلك.

فلا يجوز للمسلمين إن يتشبهوا باعدائهم، ولا أن يتشبهوا بالنساء، ولا أن يغيروا خلق الله.

حالق اللحية يهين هذه اللحية، الله تعالى أكرمها وأنبتها في الوجه وهو يحلقها ويرميها تحت الأقدام وفي القمائم، في النفايات، والله تعالى أكرمها، وجعلها في أشرف موضع من الإنسان وهو وجهه، نسأل الله تعالى أن يهدي المسلمين.