سألني بعض الإخوة لماذا لا ترد على أبي حاتم الضالعي
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وأصحابه ومن اتبع هداه، أما بعد:
فقد سألني بعض الإخوة لماذا لا ترد على أبي حاتم الضالعي، في تعقيبه على كلمتك التي بعنوان: (أصحاب الفيوش ينقضون دعوة الشيخ مقبل رحمه الله ويحاربون أهل السنة).
والجواب عن هذا، أني أترك الرد على هذا الشخص عمدا، رغم كثرة كلامه فينا بغير حق، ولا أذكر أني ذكرتُه إلا مرةً واحدة وندمتُ على ذلك، فأنا أترك الرد عليه عمدا لأمور:
الأمر الأول: أنه ليس من أهل العلم الذين يمكن الرد على كلامهم ومناقشتهم، والشأن أن الرد إنما يكون على من عنده علم ويمكن مناقشته، ومما يُنقل في هذا الباب ما ذكره القاضي عياض رحمه الله في كتاب الإلماع ص(١٠٦) عن صالح بن الإمام أحمد رحمهما الله قال: التفت المعتصم إلى أبي فقال له: كلِّم ابن أبي دُؤاد (أي ناقِشْهُ). فأعرض عنه أبي بوجهه وقال له: كيف أكلِّم من لم أره على باب عالم قط.
فمن ليس من أهل العلم لا يناقش لأنه لا فائدة من النقاش معه.
ومما اشتهر عن الإمام الشافعي رحمه الله قوله: جادلتُ عالما فغلبتُه وجادلني جاهل فغلبني. كما في كتاب معالم تربوية ص(١١٦).
الأمر الثاني: أن هذا الشخص يُكثر في منشوراته من الكلام الفاحش البذيء الذي يترفع عن مثله أهل العلم، فأنا أترك الرد عليه امتثالا لقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: ((إن شرَّ الناس منزلة عند الله يوم القيامة من تركه الناس اتقاء فُحْشِه)) متفق عليه عن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها.
الأمر الثالث: أن هذا الشخص يُكثر في كلامه من الطعن فيَّ بغير حق ومن السخرية والاستهزاء والتنقُّص فلا أريد أن أرد عليه لئلا يكون ردي عليه انتصارا لنفسي وغضبا لشخصي.
ولكن إن تيسر لي سأكتب منشورا في مناقشة المسائل التي طرقها عموما وأذكر كلام العلماء فيها إن شاءالله، والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل، والحمد لله رب العالمين.
كتبه أبو عبد الرحمن رشاد بن أحمد الضالعي
في دار الحديث السلفية للعلوم الشرعية بالضالع
يوم الثلاثاء ٧ ربيع الآخر ١٤٤٤