م هي النفخات في الصور هل ثلاث أم نفختان ما هو الصحيح في ذلك؟

الجواب:

الصحيح في ذلك: أنهما نفختان، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: “بين النفختين أربعون” متفق عليه عن أبي هريرة رضي الله عنه، فهذا الحديث يبين أنهما نفختان، وقال الله تعالى: ﴿وَنُفِخَ فِي الصّورِ فَصَعِقَ مَن فِي السَّماواتِ وَمَن فِي الأَرضِ إِلّا مَن شاءَ اللَّهُ ثُمَّ نُفِخَ فيهِ أُخرى فَإِذا هُم قِيامٌ يَنظُرونَ﴾ أيضا هذه الآية تدل على أنهما نفختان؛ نفخة يصعق فيها من بقي حياً إلا من شاء الله، والنفخة الثانية يكون فيها البعث.

وأما ما ذكره الله تعالى في القرآن من نفخة الفزع بقوله: ﴿وَيَومَ يُنفَخُ فِي الصّورِ فَفَزِعَ مَن فِي السَّماواتِ وَمَن فِي الأَرضِ إِلّا مَن شاءَ اللَّهُ وَكُلٌّ أَتَوهُ داخِرينَ﴾ فهذه النفخة هي نفخة الصعق، ولكن أولها فزع، إذا سمع الناس الصوت يفزعون، ويتسمعون ما هذا الصوت؟ ثم يصعقون كما جاء بيانه في حديث عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما عند الإمام مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ” ينفخ في الصور فلا يسمعه أحد إلا أصغى ليتاً ورفع ليتاً، وأول من يسمعه رجل يلوط حوض أبله – أي: يطين حوض أبله – فيصعق ويصعق الناس”.
ومعنى أصغى أي تسمّع، والليت: صفحة العنق أي: يرفع صفحة عنقه يتسمع ما هذا الصوت؟ فإذن يفزع يتسمع ما هذا الصوت ثم يصعق، فتبين بهذا أن نفخة الفزع التي ذكرها الله تعالى في القرآن هي نفخة الصعق، ولكن أولها فزع ثم يصعق الناس بعد ذلك، والله تعالى أعلم.

أجاب عنه فضيلة الشيخ : أبو عبد الرحمن رشاد الضالعي حفظه الله.