ما هي أحسن مراجع في الفقه تنصحنا باقتنائها؟
الجواب:
مراجع الفقه الجيدة كثيرة، ولكن بعضها أهم من بعض ويحسن بالإنسان أن يعتني بالكتب المهمة؛ الكتب التي جمعت مذاهب العلماء، وجمعت الأدلة وجمعت التعليل، وهي كتب كثيرة من أحسن هذه الكتب:
“كتاب المغني” لابن قدامة رحمه الله، كذلك كتاب “المجموع في شرح المهذب” للإمام النووي وتتمته للسبكي والمطيعي، والكتاب الأول كتاب “المغني” هو في المذهب الحنبلي ثم ذكر مذاهب العلماء، والكتاب الثاني “المجموع شرح المهذب” هو في المذهب الشافعي ثم ذكر مذاهب العلماء، أيضا من الكتب الجيدة كتاب” الأوسط” للإمام ابن المنذر رحمه الله من الكتب النافعة المفيدة جدا وهو في المذهب الشافعي، وذكر مذاهب العلماء من الصحابة والتابعين ومن بعدهم والجميل في كتاب ابن المنذر أنه بالأسانيد يسوق الأحاديث والآثار والأقوال بالأسانيد، أيضا من الكتب النافعة كتب الحافظ ابن عبد البر “التمهيد” و”الاستذكار” وكلاهما في شرح موطأ الإمام مالك وتعرض لمذاهب العلماء وأقوالهم، أيضا من الكتب النافعة كتب لم تتقيد بالمذاهب ككتاب “نيل الأوطار” للشوكاني، وكتاب “سبل السلام” للإمام الصنعاني، أيضا كتاب “المحلى” لابن حزم لمن كان متمكنا؛ وعنده تمييز وبصيرة وهو يسوق بالأسانيد وكثير من الآثار التي هي في كتب مفقودة كسنن سعيد ابن منصور وغيره تجد أسانيدها في محلى ابن حزم؛ فهو نقل منها بالأسانيد، أيضا من الكتب النافعة وهو كتاب متأخر إلا أنه كتاب نافع “الشرح الممتع” للشيخ ابن عثيمين رحمه الله في “شرح زاد المستقنع” فهذه كتب ذكرت مذاهب الفقهاء وذكرت الأدلة وناقشت المذاهب وعللت، أيضا هناك كتب أوسع منها وأقدم منها؛ يحتاجها أيضا طالب العلم كثيرا في باب الفقه “كمصنف ابن أبي شيبة” و”مصنف عبد الرزاق” و”سنن البيهقي الكبرى”، أيضا الشروح ” كشرح البخاري” لابن حجر فتح الباري وشرح “مسلم” للإمام النووي هذه أهم الكتب في الفقه، ومن جمع هذه الكتب المذكورة يكون قد جمع زادا نافعا وكنزا مباركا من كتب الفقه، كان العلماء -كالذهبي- يعدون من حصّل بعض الكتب وانتفع بها يعدونه العالم حقا، قال الذهبي رحمه الله في سير أعلام النبلاء في ترجمة ابن حزم: قال الشيخ عز الدين بن عبد السلام – وكان أحد المجتهدين -: ما رأيت في كتب الإسلام في العلم مثل (المحلى) لابن حزم، وكتاب (المغني) للشيخ موفق الدين .
قلت -الذهبي-: لقد صدق الشيخ عز الدين.
وثالثهما: (السنن الكبير) للبيهقي.
ورابعها: (التمهيد) لابن عبد البر.
فمن حصل هذه الدواوين، وكان من أذكياء المفتين، وأدمن المطالعة فيها، فهو العالم حقا. انتهى.
فالبيهقي رحمه الله إمام في الفقه عرف مكانته ودان له كبار فقهاء الشافعية فهو فقيه شافعي ومحدث، حتى إن أبا المعالي الجويني ألّف كتابا وكان عازما أن يُتمه، كتاب ضخم في الفقه سماه: (المحيط)، فوقع في يد الإمام البيهقي منه ثلاثة أجزاء فقرأه فوجد فيه أحاديث ضعيفة، وأحاديث ليست مسندة؛ فكتب رسالة إلى أبي المعالي الجويني ينبهه عليها؛ فلما وصلت الرسالة إلى الجويني؛ والجويني معدود من أكبر فقهاء الشافعية، لما وصلت إليه الرسالة قال: هكذا ينبغي أن يكون العلم، ثم لم يكمل ذلك الكتاب وترك تمام تأليفه، الشاهد من هذا بيان مكانة الإمام البيهقي رحمه الله، أيضا من كتب الفقه النافعة كتاب” الخلافيات” للبيهقي من أحسن الكتب في الفقه، ذكر فيه المسائل التي اختلف فيها أبو حنيفة والشافعي وذكر الراجح منها بالدليل يقول: قال أبو حنيفة كذا، وقال إمامنا أبو عبدالله الشافعي كذا، واستدلوا بكذا، ويذكر الأحاديث بالأسانيد، ويذكر الصحيح من تلك الأقوال، أيضا من كتب الفقه في المذهب الحنفي كتاب “المبسوط” للسرخسي الذي كان يلقب بشمس الأئمة، شمس الأئمة السرخسي رحمه الله الذي يذكرون في ترجمته أمرا عجبا من صبره وجهاده وعداء الوالي له في ذلك الزمان حتى سجنه في بئر فكان وهو مسجون في البئر يملي على الطلبة من قعر البئر يجتمعون حول البئر ويملي عليهم الفقه، ومما ألفه في ذلك السجن كتاب المبسوط وهو من أحسن كتب الحنفية وأوسعها، هذه من أهم الكتب في هذا الموضوع، والإنسان كلما قرأ وبحث في الكتب تبين له منزلتها وما يتميز به بعضها عن بعض، والله تعالى أعلم.
أجاب عنه فضيلة الشيخ : أبو عبد الرحمن رشاد الضالعي حفظه الله.